الاحلام تقتل
في هذا الصباح الجميل دخلت قصة حبهما السنة الثالثة ، وهما سعيدان ، خرج من الباب مجددا ككل صباح وسار لخطوات ليقف كالعادة أمام شباكها المعتاد الوقوف أمامه ورمى إليها بوردة العام الثالث الحمراء وهنأها ووعدها بأن زهرة العام القادم ستكون يدا بيد ولا تكون رميا من الشباك خلسة مع علمهم إن جميع سكان الحي يسهرون ليلاً حول قصة عشقهم العظيمة لكن بقلب طيب لأن من سمات الشاب إيهاب الأخلاق الطيبة والوفاء ... ليعود بالأذهان الى الحب العذري الجميل...ودعها كالعادة فهو ذاهب للعمل وبفرح كبير يغمره ، سار حتى اختفى عن ناظر ريم العاشقة ، ومر النهار وريم في كل لحظة تراقب الساعة متى تدق الساعة السادسة مساءً حتى تركض إلى شباكها الذي بات عزيزا لديها لأنه من خلاله ترى اغلى وأجمل شيء لديها وهو كل أمانيها وأحلامها .
ها هي الساعة تدق السادسة ، ركضت ريم بسرعة إلى الشباك ونظرت في الزقاق الضيق وتبحث نظرات قلبها قبل عينها عن إيهاب لكن إيهاب لم يظهر فبدأ قلب ريم يخفق بسرعة كاد يخرج من بين اضلعها لكنها قالت مع نفسها انه تأخر لأن الطريق مزدحم أو لأنه مغلق لأن المدينة على فوهة بركان وظلت ريم تخاطب نفسها بين فكرة سوداء وأخرى بيضاء وأخـــرى تقنع نفسـها بأنـه أتٍ في أي لحظة وهـــا هي ترى احـــدهم قادم
وظهر ظله قبل جسده خفق قلب ريم فرحاً وبات الكون وردياً من جديد هو حبيبي قادم ها هو الرجل في عتمة الزقاق يتقدم وكلما بات واضحاً بات لريم مختلفاَ عن خطوات من راقبت لسنوات عودته من هذا الطريق الضيق وهاهو يقترب ويمر من جانب النافذة دون اكتراث...لاليس هو فهو لم يعتاد ان لا يهديني التحية ... و نظرة اللقاء والسلام ... الرجل واصل مسيرته هاهو يقف إمام منزل إيهاب يطرق الباب بهدوء وتردد ، فتحت والدة إيهاب التي طغى على وجهها تجاعيد الدهر المؤلم الباب لتسأل الرجل :
من أنت ؟
وماذا تريد ؟
اهذا بيت إيهاب ابراهيم ؟
أجل ... هل أنت صديقه ؟ هو لم يأتِ من العمل ... رد الرجل آسف ياخالتي أم إيهاب أنا بسام صديق إيهاب في العمل اليوم لم يداوم إيهاب لأنه في طريق قدومه للعمل صادفته سيارة مفخخة زرعها الإرهاب اللعين واغتاله رحمة الله عليه .. ماذا تقول ؟؟ ماذا ؟ أنت تمزح وهل هناك مزاح في هذه الأمور أيها الرجل أين إيهاب ؟ اهو خلف الباب يختبئ ليفاجئني كلاكما مجنونين ... ايهاب ... إيهاب أين أنت اخرج !! لم يتحمل بسـام ذلك فصـرخ يبكي ليتني كنت أنا ليت أنا، مــــاذا أنت ؟
تكذب لترفع الام بناظرها نحو نافذة ريم التي شاهدت اللحظة التي قضت على حياتها لتصرخ الأم وتقول ريم اليوم رحل من كنا نعشق...هو رحل وهجرنا ... لتصمت ريم وتدور وتغلق النافذة وتختم بإغلاق النافذة قصة عشقها العظيم وتنهي حياتها التي اخترتها هي ومحاها الغدر وأيام المدينة .
اني قمت بنفل هذا الموضوع الذي كان كاتبها * شيرين درويش ال كالو * اعجبتني كثيرا .............
اتمنى ان تنال اعجابكم علاء المانيا