حب تعذيب الذات..المازوخية..الماسوشية نسبتها: ينسب مصطلح المازوخية masochism إلى الكاتب الروائي النمساوي ليبولد زاخر مازوخ leqold zacher masoch (1836 – 1895) صاحب الرواية المشهورة (فينوس في الفراء، venus in furs)
فالماسوشي هو شخص يعشق تعذيب نفسه وهذا العذاب قد يأخذ أشكالا مختلفة .. وهو خلاف " السادي " الذي يعشق تعذيب الاخرين ويستمتع بذلك ..
وحب تعذيب النفس كما قلت يتخذ أشكالا وصورا عديدة .. بل ومراحل متنوعة ... فهناك مراحل متقدمة ومراحل متطورة واخرى مرضية وهكذا ..
وتقريبا كل بني البشر لديهم هذه الصفة أي ان كل انسان فيه ولو جزء ضئيل من الماسوشية حتى لو لم يشعر ..
فمثلا الميل لمشاهدة أفلام الرعب هو نوع من تعذيب النفس بالرعب والمشاهد المروعة ..
بل قد يتخذ هذا الأمر صورا أبسط من هذا .. فمثلا قد يحدث أن تكون في بيتك والوقت ليل وأنت جالس تحدق في الخارج وتتخيل ما يمكن ان يحدث لك لو كنت مثلا وحيدا في العراء والليل والبرد ... هذا التخيل هو ايضا نوع من انواع حب تعذيب النفس ..
لكن هذه الاشياء البسيطة المشتركة عند الكثيرين تظل أمور عادية وطبيعية .. المشكلة الحقيقية تنشأ حين يستمرأ المرء تعذيب نفسه ويتفنن في اختراع وابتكار الاساليب المختلفة لتحقيق هذا ..
ونلاحظ مثلا ان المراهقين – خصوصا الفتيات – يكثر لديهم هذا الأمر .. فتجد مثلا فتاة مراهقة تصنع لنفسها عوالم خيالية من الحزن والألم على لا شيء وذلك لانها – داخليا – تستشعر لذة خفية بهذا الامر وأيضا فان الشعور بالظلم والاضطهاد في هذه الحالة الخيالية يولد نوعا من الارتياح النفسي من نوع " إنهم لا يفهمونني ولا يقدرون مشاعري .. أنا أتعذب ولا أحد يشعر بي .... الحياة قاسية وظالمة ... الخ "
رغم ان هذه الفتاة قد تكون تعيش في أحسن وضع وحال ولا يوجد أي مبرر للعذاب او الحزن ..
فأرواح المراهقين وخصوصا الجنس الرقيق دائما في حالة من القلق والعذاب والتأرجح النفسي .. والحنين لشيء غامض لا تدري ما هو .. وهذا يعد نوعا من انوع تعذيب النفس بطريقة غير مباشرة ..
أما حين يتخذ المرض أشكالا متقدمة فان الوضع قد يصل لمرحلة سيئة جدا حيث يمكن ان يجرح المريض نفسه أو يحدث بنفسه أضرارا بليغة كأن يتسلى بتمزيق جلده أو احداث جروح في جسده ويحتاج الامر في هذه الحالة إلى تدخل طبي نفسي ورعاية فائقة ..
وطبقا لعلماء النفس فإن الماسوشية أصلاً من صفات النساء بينما السادية من صفات الرجال وقد تشاهد بذورها عند الطفل العدواني والطفل والخاضع منذ نشأته ...
أما السادية : المصطلح يعود الى ضابط فرنسي عاش في القرن الثامن عشر وأسمه دوساد وكان لهذا الضابط أفعال شنيعة وممارسات بشعة في تعذيب الناس والحصول على المتعةوالسعادة والطريف في ذلك أن دوساد كان أديباً وأكثر ماكان يميز شخصيات رواياته هوقهرها للآخرين وميلها للعنف والتعذيب من أجل تحقيق اللذة .
والسادية(( تعني حصول الشخص على المتعة واللذة من خلال ألم الآخرين سواءً كان ذلك نفسياً أوجسدياً أو غير ذلك ))....
_وهناك سادية مقبولة وهي التي تبقى في الفكر ولا تتعداه بل ترتبط بالخيالات وأحلام اليقظة ..
_وهناك السادية المتوسطة والخفية والتي يتم فيها التحكم بحدود العذاب ومدى خطورته..
_وأخيراً هناك السادية الأجرامية التي ممكن أن تصل الى الجريمة والقتل ..
النرجسية النرجسية- الإعجاب المفرط بالذات. والتعبير مأخوذ من اسم نرجس وهو شاب في الميثولوجيا الكلاسيكية وقع في حب صورته المنعكسة في الماء. (وفي النهاية أصابه الهزال وتحول إلى الزهرة المعروفة باسمه). وقد استلهم تشوسر وسبنسر وملتون وشللي وكيتس هذه الأسطورة.
- وتشير النرجسية في التحليل النفسيإلى حب الذات حبا مفرطا. والاستثارة الجنسية والإشباع الجنسي نتيجة لذلك وتعتبر طوراً عادياً في المستوى الطفلي من نمو الشخصية
*هل يصدف أن يحمل المرء الصفة المازوخية و الصفة السادية معا
نعم ويسمى ((السادوماسوشية ))....
فهناك علاقة وثيقة قائمة بين كل من الحالتين وهي كون كل من السادي والمازوشي يستمتع بالألم وان كانا يختلفان في كون الاول منهما يستمتع بايقاع الألم على الآخرين والثاني يستمتع بوقوعه على النفس من قبل الآخرين، من هذين المصطلحين نشأت نظرية السادومازوشية. فمصطلح السادوماسوشية يعبر عن مدى قوة الارتباط بين السادية التي هي ايقاع الألم بالآخرين والماسوشية التي هي وعلى العكس من الاولى تماماً , تقبل ايقاع الالم على النفس والاستمتاع به..!
فأحيانا يوجد السلوك السادى والماسوشى معا فى نفس الشخص ( ربما فى 30% من الحالات ) فنجد الشخص يمارس السلوك السادى فى بعض الأحيان أو مع بعض الأشخاص كما أنه يمارس السلوك الماسوشى فى أحيان أخرى أو مع أشخاص آخرين , وهذه هى حالة " السادو- ماسوشية"