خهتاره مهزن عضو زهبي
المزاج : الهواية : المهنة : الدولة : عدد المساهمات : 229 نقاط : 5653 تاريخ التسجيل : 10/06/2010 العمر : 45 الموقع : العراق
| موضوع: ( أسطورة محمود يزيدي ) الجمعة يونيو 25, 2010 2:52 pm | |
| أسطورة محمود يزيدي .. من المسلمات المطلقة للبيشمركة كانت التفاعل مع القرية في المناطق المحررة ، إذ كانت تستحثه دوافع عديدة لذلك ، فقد نمت ، وتطورت ، مع مرور الزمن أواصر التعاون بين البشمركة والقرية ، فنضح في روح البيشمركة حب الآخرين باتقاد في وعي الذات لمقاومة الدكتاتورية ، وصنع التاريخ الإنساني لشعب عانى من الاضطهاد والاستبداد ، وقدم التضحيات الكثيرة ، وغرس هذا الحب في أعماقه لأن تلك المسيرة أوقدت بنور الكفاح ، وارتبطت بشخصيته التي أصبحت جزءا منه ، ومن تاريخه ، وهو يعتز بها ، ويفتخر بها دائما ، التي _ ربما ميزته عن الآخرين ، إذ غايته كانت تنبعث في التحرر من الظلم ، وكما يدرك أن غايته لا تصدأ ، وهو يبقى يحن إليها كتآلف مع الناس ، ويحن أيضا إلى تلك الوجوه الطيبة من أهل القرى التي أطعمته ، وآوته في أحلك ظروف ، وعانت أشد تعسف من قبل سلطة الاستبداد في التهجير والتشريد والأنفال سيئة الصيت ، فكان يؤمن أن الاستبداد زائل ، وأن السعي للوصول إلى غايته ليس سهلا ، وكان يعزز إيمان انتصار قضيته شيوخ القرى الذين مروا بتجارب صعبة في الحركة القديمة ، وشهدوا سقوط الحكومات الاستبدادية ، ودائما كانوا يكررون : ( أن الحكومات تسقط ، والثورة تستمر ) ، إلا أنهم غالبا ما كانوا يتذكرون الثائر الأسطورة محمود يزيدي الذي أرعب السلطة بعملياته العسكرية في أعوام 1975 وحتى أعوام 1978 ، وقدرته الإفلات من إنزال الجيش في مناطق كارة التي كان يعتصم بها لوعورتها ، وسهولة حركته فيها ، وتعاون أهل القرى معه ، وكان أيضا يقوم بعمليات عسكرية في المدن ، ويتخفى فيها ، ويتمثل بشخصيات متعددة ليفلت من أيدي العدو ، فهو كان يحسن الكر والفر كوسيلة من وسائل طريقة مقاومة الجيش ، التي تمتد جذورها التاريخية إلى المقاومة الأسبانية أثناء احتلال نابليون لأسبانية ، وانتشرت كتكتيك نضالي في الحرب العالمية الثانية ضد النازية ، والفاشية ، وكذلك استخدمته المقاومة الجماهيرية في أمريكا اللاتينية ضد الدكتاتوريات ، إلا أن المقاومة الكوبية امتزجت بالدعم الجماهيري من داخل المدن ، وهذا ما حدث في كردستان أثناء انتفاضة آذار 1990، فقد امتزجت بتحرك البيشمركة ، والهبة الجماهيرية التي اقتحمت الأجهزة القمعية للسلطة ، وقد سبقتها مظاهرات في بعض المدن مهدت لذلك خاصة أربيل ، ومن الجدير بالذكر إنها بدأت كتحرير في رانية ، وكذلك كركوك ، هذا ما يؤكد على التفاعل ما بين الجماهير ، وحركة المقاومة ، والذي نجح فيه محمود يزيدي ، فكانت قرى كارة شديدة التفاعل معه ، وذكر لي أحد مختاري القرى أن فن تحرك محمود يزيدي مع مفرزته الصغيرة فاق أجهزة السلطة القمعية للقبض عليه ، وذات مرة استدعى ضابط الأمن زوجته ، وسألها : ( هل يأتي محمود إلى البيت ؟ ) ، فلم تستطع أن تنكر ذلك ، لأنها كانت حامل بولده ، فأجابت : ( نعم ) ، فلزم الضابط الصمت ، وقال لها : ( أنت ذكية ) . إن عجز السلطة للإمساك به ، جعلها ترسل مندسا بين صفوف مفرزته ، وكان ذلك من الأعمال الخبيثة التي كانت تستخدمها الأجهزة القمعية التي راح ضحيتها العشرات من المناضلين ، كان محمود بحكم ذكائه ، وبحكم عمله السابق كنائب ضابط في الجيش ، وهو ابن المنطقة ، فهو من قصبة باعذرة ، يشك في الشخص الملتحق ، إلا أن الآخرين كانوا يزكونه ، فذات يوم من أعوام 1978_1979 كان محمود ينام تحت أضواء السماء المزركشة بالنجوم في قرية بلوطة ، وكان المندس حرسا ، فأمطر محمود فخانة احد من رجاله ، وجعل محمود يتخضب بدمائه الطاهرة ، وقبل مماته أوصى مختار القرية أن يدفنه ، ويدرسه بحوافر المعز ليختفي قبره ، و لتفشل السلطة بالعثور عليه ، ونبشه ، وكانت السلطة تحاول الوصول إلى معلومات عنه ، إلا أنها فشلت في ذلك ، ولم يفش المختار سره رغم المعانات التي لحقت به ، إن قبر محمود لابد أن يظهر بعد أن تحقق حلمه بتحرر شعبه من الظلم ، ولتضع على قبره باقات الورود ، ولنقف دقيقة حداد احتراما إلى بطولته التي أصبحت أسطورة بين الناس . وسلام عليكم رحمت الله وبركاته فارس الختاري | |
|