التوأمان الملتصقان غاليون يعيشان بجسد واحد منذ 58 عاما
PNA- من قال أن لا حياة للأطفال الذين يولدون ملتصقين، نموذج التوأمين الملتصقين روني ودوني غاليون اللذين تجاوزا الـ 58 هو أكبر دليل على أن حياتهما معا ممكنة، في حين يشكل الواحد منهما مرآة للآخر،
ويذكر أنهما أكبر توأمين ملتصقين (سياميين) لا يزالان على قيد الحياة في العالم، وسيمتلكان اليوم منزلا مستقلا مصمم خصيصاً ليناسب احتياجاتهما اليومية وذلك بعد أن بلغا الثامنة والخمسين من العمر.
وللشقيقين روني ودوني غاليون رأسان وقلبان وأربعة أقدام وجسد واحد. وقد صمم المنزل الذي أقيم بأموال التبرعات وبجهود العشرات من المتطوعين وسينتهي العمل به هذا الأسبوع بطريقة تلبي الاحتياجات غير العادية للتوأمين اللذين يحتاجان لبذل جهد كبير من أجل القيام بالأمور الحياتية البسيطة، فالانتقال من مكان إلى مكان داخل الغرفة ذاتها مسألة ليست سهلة، أما الذهاب إلى الحمام فعملية صعبة للغاية. أما المنزل الجديد فيحتوي على حمام يلبي احتياجاتهما غير العادية، كما أن غرفة النوم مزودة بسرير يسمح لهما بالنوم في وقت واحد مع أنهما كانا طوال السنوات الماضية ينامان بالتناوب.. أحدهما ينام في حين يظل الآخر منتظراً دوره وهكذا. كما تبرعت شركة هندسية بتصميم عربة كهربائية لتنقلات التوأمين، بمسندين متقابلين للظهر، وإمكانية التحرك في الاتجاهين حسب الرغبة.
ويقول المهندس المشرف على بناء البيت أن أرضية المنزل الجديد صممت بحيث تتحمل حركة العربة الكهربائية التي تزن 360 رطلاً، في حين أن الشقيقين يزنان معاً أكثر من أربعمئة رطل. ولتسهيل حياة الشقيقين فقد زودت غرفة النوم بجهاز كهربائي مثبت على السقف ويمتد منه شريط معدني لتمكينهما عبر التعلق به من الانتقال من السرير إلى العربة الكهربائية وبالعكس.وكان التوأمان الملتصقان من منطقة عظم القص في الصدر حتى نهاية منطقة البطن والحوض قد ولدا في الثامن والعشرين من أكتوبر 1951 في مدينة دايتون في اوهايو..
وطبقاً للروايات فقد رفضت الأم طفليها وتخلت عنهما بمجرد ولادتهما وتركت المهمة الصعبة للأب ويسلي غاليون الذي تولى رعايتهما وما لبث أن تزوج للمرة الثانية فكانت زوجته ماري خير بديل للأم الحنون. في البداية رفض الأب كل العروض التي تقدم بها رجال أعمال لتقديم الطفلين في عروض السيرك باعتبارهما مخلوقات غريبة لكنه اضطر في النهاية للقبول بعد أن تراكمت عليه الديون. وكانت الخطوة الأولى وضع الطفلين في غرفة والسماح لمن يدفع برؤيتهما عبر نافذة زجاجية وهما يتابعان برامج التلفزيون أو حين يتناولان الطعام.
ومع الأيام تطورت الأفكار فصار في الإمكان رؤيتهما، مقابل رسوم طبعاً، وهما يقومان ببعض النشاطات اليومية بما في ذلك ممارسة الرياضة. وبالفعل فقد تمكن الأب ومن بعده الصغيران من جمع مبالغ من المال لا بأس بها. وقد استمرا في تقديم هذه العروض حتى عام 1991.وعلى الرغم من أن الشقيقين يتمتعان بمستوى عادي من الذكاء فقد كان واضحاً أن عدم حصولهما على قدر ولو بسيطا من العلم قد أثر كثيراً على قدراتهما الذهنية والفكرية.وتشير المعلومات إلى أن الشقيقين اللذين يتواجهان بصورة دائمة يعانيان من مشكلة التوتر الشديد والغضب الذي تصعب السيطرة عليه.
وكثيراً ما كانا يتشاجران ويتلاكمان في سنوات الطفولة والشباب الأولى. وعلى الرغم من التصاقهما واستحالة الفصل بينهما فلكل من هذين التوأمين شخصيته المستقلة ورقمه الاجتماعي (مثل البطاقة المدنية) وهما يدليان بصوتين في الانتخابات، لكنهما يشتركان في جواز سفر واحد.تجدر الإشارة إلى أن للشقيقين غاليون أربعة أخوة وثلاث أخوات جميعهم عاديون. ويقضيان معظم الوقت في مشاهدة التلفزيون خاصة البرامج الرياضية والأفلام.