المزاج : الهواية : المهنة : الدولة : عدد المساهمات : 15 نقاط : 4994 تاريخ التسجيل : 23/09/2010 العمر : 34 الموقع : سنجار
موضوع: غياب الحس الأربعاء نوفمبر 17, 2010 5:35 pm
غياب الحسّ العام، أو الذوق العام، ـ إذا صح التعبير ـ عند المواطن العادي كارثة قادت إلى كلّ الكوارث! انهيار الآداب العامة المسؤولة عن تنظيم العلاقات الإحتماعية أدى بدوره إلى انهيار المجتمع كنسيج اجتماعي يمسك في لحمته ناس ذلك المجتمع
إنّها أزمة ذوق وحسّ وأخلاق
الأعراف العربيّة لاتحترم المهن
نحتاج إلى رفع مستوى الحسّ العام لدى انسان الوطن فقرهم الفلسفي والعلمي المدقع يحوّل كلّ حوار معهم إلى جدل عقيم لاطائل منه الفقر يبيض جرائما ويفقّس مجرمين، وتكبر الطامة عندما يغسل الدين عقول الفقراء ويقنعهم بأنّ فقرهم هو الضمان الوحيد لدخولهم الجنّة،
عندما يتزاوج الفقر والدين ينجبان تربة خصبة للإرهاب، الأول يسلب الأخلاق والثاني يسلب العقل والارادة
أقليّة فاحشة في غناها، أغلبية غارقة في فقرها، وتعاليم دينيّة موغلة في إرهابها! عندما يميّز الإنسان نفسه عن الآخرين بالتفضيل، دون وجود براهين تثبت صحّة هذا التفضيل، يصل مع الزمن إلى نقطة يصبح عندها عاجزا عن رؤية أخطائه وعن الإعتراف بفضائل الآخرين . عندما يعجز الإنسان عن رؤية أخطائه وعن الإعتراف بفضائل الأخرين تنقلب عنده المفاهيم فيصبح منكره معروفا ومعروف الآخرين منكرا
لاتجادل أحمقا حوار الأحمق غباء، ولكن أقصى حدود الغباء أن تترك أحمقا يسرح ويمرح دون أن تفضح جهله كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ألم يقل له الله أنّه جاء إلى تلك الدنيا ليأمر بالمعروف؟! إذا كلّ مايفعله معروفا! لاحاجة لإثبات صحّة ذلك، وهل الحقائق الإلهيّة تحتاج إلى اثبات؟ كلّ الوقائع والدراسات، وحتى النظرات البسيطة التي لاتستند إلى تمحيص وتدقيق، تشير إلى أنّ الأمّة الإسلاميّة والعربيّة قد هبطت إلى الدرك الأسفل بين الأمم. والهبوط إلى مستوى ذلك الدرك لايتمّ في أيّ مجموعة بشرية إلاّ عندما يصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا في أعراف تلك المجموعة. حتّى عندما يفعل المسلم منكرا لايستطيع أن يراه إلاّ معروفا، ولايستطيع أن يرى معروف الآخرين سوى منكرا. أليس هو خيرهم؟! هو مصرّ بأنّه خير عباد الله سواء كان واقعه منسجما مع هذا الإصرار أم متناقضا! هذا الوهم الذي يتشبث به لايشجّعه على إعادة النظر في واقعه، وبالتالي لايرى ضرورة لتغييره. هذا من جهة، ومن جهة أخرى عندما يميّز الإنسان نفسه عن غيره بالتفضيل يخلق نوعا من الهوّة بينه وبين هذا الغير. تلك الهوّة تمنعه من التواصل الإنساني مع الآخر وتزرع لديه الشكوك بمصداقيّّّة كلّ مايتعلق بهذا الآخر. لايستطيع الإنسان أن يقيم علاقة سليمة مبنيّة على الإحترام المتبادل مع انسان آخر طالما يتوهّم بأنه أفضل منه وطالما يشكّ بمصداقيّة هذا الآخر
عندما يعيش الإنسان حالة شكّ يرفض أن يرى إلاّ مايخدم شكوكه الفلسفة البوذية تقوم على مبدأ القدرة على وصل الذات البشرية بالذات الكونيّة والتوحد فيها. ولكي تكون قادرا على عملية الوصل والتوحد تلك يجب أن تطهر نفسك البشرية أولا. لا يستطيع الإنسان، وفقا لتلك الفلسفة أن يطهّر نفسه، حتى يمتلك قدرة عالية على الإحساس بالشفقة نحو الآخرين. نحن لا نعيش أزمة حاكم وحسب، نحن نعيش أزمة شعب.. أزمة أخلاق.. أزمة أمّة وأمهات إنّه الإفلاس الفكري والحضاري
ثلاث صفات يجب أن يتحلى بها الإنسان كي يكون قادرا على أن يسمو بنفسه روحانيّا إلى ذلك المستوى. أولها الصدقtruthfulness وثانيها الشفقة Compassion وثالثها قبول الآخرTolerance
يقول الشاعر والناقد البريطاني المعروف John Dryden بخصوص ذلك: We first make our habits, and then our habits make us. "نحن اولا من يصنع عاداتنا ومع الزمن تقوم تلك العادات بصناعتنا". وما العقائد سوى عادات متأصلة! يقول مثل امريكيّ: العادة افضل خادم وأسوأ سيّد
يحتار علماء النفس والسلوك أمام ظاهرة تشبث الناس بعقائدهم رغم إثبات بطلانها، ويتساءلون: كيف يستطيع هؤلاء الناس أن يتمسكوا بعقائد وهم يروون بأمّهات أعينهم البرهان العلمي الذي ينفي مصداقيتها؟ الإنسان هو ناتج بيئته ولذلك من الطبيعي جدا أن يكون المسيحي العربي مسلما في تصرفاته ربّما أكثر من المسلم غير العربي. الأمّة الإسلامية أمّة مفلسة على جميع الأصعدة إفلاسا أخلاقيا وفكريا وعقليّا ونفسيّا وتربويّا وحضاريّا، والأهم من كل هذا وذاك إفلاسا لغويّا